الثلاثاء، 20 يناير 2015

الإنزلاقات الأرضية




مقدمة : نمورج المملكة الأردنية
تعتبر الإنزلاقات الأرضية هي إحدى الكوارث البيئية وتحدث عادة على المنحدرات متى توافرت العوامل المسببة لذلك ، وقد يحدث الانهيار فجائياً أو على مراحل أو على فترات متباعدة.
الإنزلاقات الأرضية

وكون الأردن تعتبر من البلدان النامية التي تحتاج إلى الدعم في مواجهة 
الكوارث الطبيعية والتخفيف منها فقد بدأ الاهتمام بدراسة الانهيارات
 الإنزلاقات الأرضية وخاصة بعد حدوث البعض منها في مناطق مختلفة من المملكة الأردنية
 والتي تعزي إلى الأنشطة الإنسانية والمتمثلة بأعمال الحفر والقطع التي كانت 
في مناطق ضعيفة جيولوجياً , لذلك فإنه من الضروري تحديد مواطن الاستيطان 
في المناطق التي لا تتعرض إلى ظاهرة الإنزلاقات الأرضية أو إيجاد الوسائل الأزمة لحمايتها منها .


تعتبر وزارة الأشغال العامة والإسكان ووزارة الشؤون البلدية هي المعنية بالدرجة الأولى بإجراء الدراسات والمسوحات وتحديد مناطق الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية وإيجاد الحلول المناسبة .

الأهداف :
1.      تعريف الإنزلاقات الأرضية وأقسامها .
2.          تصنيف الإنزلاقات الأرضية حسب نوع الحركة .
3.          تحديد العوامل المسؤولة عن حدوث الإنزلاقات الأرضية .
4.          ما هي القوى المؤثرة على المناطق المعرضة الإنزلاقات الأرضية .
5.          توضيح أسباب الإنزلاقات الأرضية بالأردن " حالة دراسية جرش " .
6.          تحديد المناطق المعرضة لحدوث إنزلاقات أرضية بالأردن .
7.          حالة دراسة (الانهيارات الصخرية في اليمن) .
8.          حالة دراسية ( الانهيارات في الفلبين )  .
9.          دور المديرية العامة للدفاع المدني في مواجهة الإنزلاقات الأرضية .
10.      تقديم بعض الاقتراحات والتوصيات .

مشكلة الدراسة :
نظراً لتعدد حوادث الإنزلاقات الأرضية بمختلف أنواعها على المستويات المحلي والإقليمي والدولي وما يترتب على هذه الحوادث من دمار كان لابد من التعرف على ما هي الإنزلاقات وآلية حدوثها وما هي المناطق الأكثر تعرضاً لحدوث مثل هذه الحوادث حتى نستطيع ما أكمن التقليل من خطر الإنزلاقات .

ونظراً لاقتراب فصل الشتاء حيث تهطل أمطار الخير على أردننا الحبيب وما يحدث في بعض مناطق المملكة من إنزلاقات كان من الضروري المساهمة في تقليل هذه الآثار والحد منها وتوعية الموطنين الانزلاق .

الإنزلاقات الأرضية :
هي إحدى الظواهر الطبيعية التي تحدث عند توفر العوامل المؤدية لها حيث تتغلب القوة المحفزة ( زيادة الحمل والجاذبية وتعرض المنطقة لعوامل ألحت والتعرية) يؤدي إلى ضعفها و تغلبها على القوة المقاومة للانزلاق (قوة التماسك و الاحتكاك)مؤدية إلى الانهيارات و الإنزلاقات  الأرضية .

تقسم الإنزلاقات الأرضية إلى عدة أقسام :
بناءاً على حركة المواد الأرضية يمكن أن، يحدث انهيار بالرمل أو بالصخر أو بينهما الاثنين سواء كانت هذه الحركة سقوط أو زحف وهي :
1.      التدفق ( FLOW ) :
هذا النوع من الإنزلاقات يسبب عملية خلط ( MIXING) للجزيئات مع الحركة ويحدث تداخل للجزيئات من أعلى الى أسفل الانزلاق , أيضاً تداخل من أسفل الى أعلى الانزلاق .

2.      انزلاق ( SLID )
إن تواجد طبقة طينية بين الطبقات الصخرية مع وجود الميل يؤدي إلى انزلاق هذه الكتل الصخرية على الطبقة الطينية حيث أن الطبقة الطينية لها قابلية كبيرة على امتصاص المياه و عند زيادة معدل المياه  فإن الطين يسلك سلوك السائل مما يؤدي الى حدوث عملية الانزلاق .

3.      تساقط الصخور ( ROCK  FALLS  ) :
في هذه الحالة لا يكون وجود الماء ضرورياً في هذه الحركة وهي حركة سريعة ينتج عنها تساقط الكتل الصخرية .

4.      الانخساف ( SUBSIDE)
يجب أن يكون في هذا النوع من الحركة حركة عمودية على طول المنحدر حيث تؤدي الى حدوث خسف في هذه المنطقة عند تشبعها بالماء جزيئاً .

                                      بناء على أنواع الحركة تم تصنيف الإنزلاقات الأرضية إلى:

تربة

صخور
نوع الحركة
سقوط مفاجئ

سقوط مفاجئ

Slides
حركة دورانيه

حركة انتقالية

-

انزلاق سطحي صفيحي

-
-
انهيار التربة
سقوط الصخور
falls
زحف للتربة
زحف للصخور
-

حركة بطيئة للمواد الأرضية المشبعة بالماء. انهيارات خطيرة ما بين متوسط الى سريع الحركة.

Flows

حركة معقدة مركبة ما بين الانزلاقات الأرضية والتدفق للمواد الأرضية.
complex

معدل حركة الإنزلاقات الأرضية :

 1.  زحف بطئ مليمترات _ سنتمترات/سنة . 

2.      زحف سريع 1.5 متر/ يوم .
3.       زحف سريع جداً عشرات الأمتار في الثانية .

العوامل المسؤولة عن حدوث الإنزلاقات الأرضية
تحدث الإنزلاقات الأرضية عند توفر واحد أو أكثر من الظروف التالية :
1.     سفوح شديدة الانهيار خاصة في السفوح الإنكسارية أو المنحدرات التي عملها الإنسان عند شقة للطرق خلال المناطق الجبلية , وتعتبر الجدران الحادة الارتفاع التي تحيط بالأنهار والوديان الجليدية أماكن مناسبة أخرى لتكوين الإنزلاقات الأرضية .
2.     الترطيب الذي ينتج من خلال سقوط أمطار غزيرة أو ذوبان كميات من الثلج أو الجليد ، حيث تصبح كثير من الصخور زلقة بعد سقوط أمطار غزيرة على المنطقة كما يكون للوزن الذي تضيفه مياه الأمطار على الصخور أهمية أخرى أيضاً , هذا وتحدث كثير من الإنزلاقات الأرضية الصغيرة بسبب تشبع الأرض بالمياه المتسربة إليها من الخزانات وقنوات الري .
3.          الزلازل التي قد تسبب بداية حركة الانزلاق الأرضي , ويمكن للبراكين أن تلعب الدور نفسه أيضاً .
4.     إزالة الطبقات الأرضية المساندة بواسطة عمليات طبيعية أو بواسطة الإنسان ، وذلك عندما تتحول بعض الطبقات الصخرية من جراء عمليات تجوية كيميائية الى طين يقوم عند ترطيبه بتسهيل عملية انزلاق الطبقات والتكوينات الصخرية الواقعة فوقه، ويساعد الإنسان على قيام عملية الانزلاق عندما يزيل طبقات صخرية تحتية بحثاً عن المعادن كالفحم مثلاً .
5.     وجود بنية صخرية غير اعتيادية كأن تكون طبقات تميل كثيراً الى درجة أنها قد تتطابق مع درجة الميل للسفوح نفسها أو حيث توجد مفاصل طبقية تكون موازية للجدران التي تحيط بالأنهار والوديان الجليدية العميقة .
6.          أثر الجاذبية الأرضية وهو عامل مهم جداً في تكوين الإنزلاقات الأرضية حيث يقوم بمساعدة العوامل السابقة على الأقل .

القوى المؤثرة على المناطق المعرضة للانزلاقات الأرضية :
يؤثر على المناطق المنحدرة المعرضة لحدوث الإنزلاقات الأرضية قوتين هما :
1.          القوة المحفزة (Driving force (DF)) : وهي القوة التي تحرك المواد الأرضية إلى أسفل المنحدر .
2.     القوى المقاومة (Resisting force (RF)) : وهي القوى التي تعارض القوى المحفزة لحدوث الانهيار وعند تغلبها على معامل وزن المواد الموجودة تتحول إلى قوة جانبية تعاكس الانهيار .

القوى الجانبية تقوم على عاملين هما :
أ‌.             قوى تماسك داخلية (Internal cohesion) .
ب‌.         قوى الاحتكاك ((friction .
وبهذا ينتج معامل الأمان ( safety factor ) ( SF ) .
ولذلك فإن ثبات أي منحدر يعتمد معامل الأمان ( SF ) لهذا المنحدر وهو النسبة بين القوى المحفزة  (DF ) والقوى المقاومة ( RF ) :
( ثبات ) SF>1 = RF>DF = stable
(انهيار) SF<1 = RF<DF = failure

الإنزلاقات الأرضية في الأردن :
حالة دراسية ( جرش ) :
إن ظاهرة الإنزلاقات الأرضية في الأردن قليلة جداً وقد ظهرت في منطقة جرش ( ثغرة عصفور ) على طريق ( اربد – عمان ) والسبب في ذلك :

تنكشف صخور حقبة الحياة المتوسطة في منطقة جرش والتابعة إلى العصر الكريناسي       ( رسوبيات الكريناسي الأسفل ) والتي تعد إحدى أقسام مجموعة الكرنب وتعرف باسم تكوين جرش وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مدينة جرش .

وصف هذا التكوين ( تكوين جرش ) :
ينكشف هذا التكوين بشكل جيد في نهر الزرقاء وجرش وهو مكون من وحدتين صخرتين واضحتين، الوحدة السفلى كربوناتية مكونة من الحجر الرملي الناعم يتعاقب مع المارل والصخور الطينية و الغضار والدولوميت الرملي والطيني ، يعلو هذه الوحدة وحدة رملية خالصة مكونة من تراكم رواسب القنوات النهرية وكذلك تراكم الرمل وتوجد بقايا النباتات وآثار المستحثات القارية وهذه توجد في طبقات الغرين والغضار التي تمتد إلى مسافات كبيرة .

رسم توضيحي لتكوين جرش في الموقع الذي حدث به الانزلاق الأرضي :
إن الذي أدى إلى حدوث الانزلاق الأرضي في هذه المنطقة هو وجود طبقات من الطين والغضار بين طبقات الدولوميت وذلك أن الطين والغضار عند تشبعه بالمياه يحدث له عملية إسالة . الإسالة تحدث للأجسام الصلبة مثل الطين القابل للانتفاخ بشكل كبير يصل إلى 70% ويصل إلى حالة تسمى إسالة عفوية طبيعية .

وعند ظهور هذه الظاهرة فإن الطين والغضار سوف يسلك سلوك السائل ويوجد طبقة من صخر الدولوميت فوق هذه الطبقات فإنه سوف يحدث لها عملية انزلاق بشكل مفاجئ وسريع مؤدية إلى حدوث الكارثة .

من الأسباب التي ساعدت في حدوث هذا الانزلاق ، خط التصميم الذي اختير لفتح الشارع كان بنفس اتجاه ميل الطبقات فأصبحت هذه الطبقات مائلة باتجاه الشارع ، وفي هذه الحالة فإن هذه الطبقات سوف يتشكل عندها في هذه المنطقة منطقة ضعف تساعد القوى المحفزة للانزلاق على التغلب على القوى المقاومة للانزلاق وحدوث الإنزلاقات الأرضية وذلك لضعف قوى التماسك وقوى الاحتكاك وزيادة معامل وزن المواد الموجودة وتعد هذه من الأسباب التي هي بسبب الأنشطة الإنسانية المؤثرة على حدوث إنزلاقات أرضية .

أما الأسباب الجيولوجية فهي :
1.      وجود صخور ضعيفة وهي صخور الدولوميت .
2.      وجود طبقة من الطين والغضار باتجاه الميل .
3.      عوامل طبوغرافية مثل شدة الانحدار ( الميل ) والقوى الجاذبية .
4.      ضغط الماء زيادة الضغط بين جزيئات الماء .
5.      المطر الشديد ، زاد من وزن المواد على المنحدرات وعملية الجريان السطحي .

الإجراءات التي كان يجب اتباعها لمنع حدوث الانزلاق الأرضي في هذه المنطقة :
1.      إزالة المواد الأرضية غير الثابتة مثل الدولوميت والطين والغضار .
2.   إضافة بعض المواد للمنحدر مثل المواد الكلسية أو السلكاتية على شكل سائل وتعمل عمل لاصق وتسد الفراغات في التربة وتعمل بهذه الحالة عمل غلاف وهذه المياه تسير فوق المنحدر ولا تتخلخل في الفراغات في المنحدر .
3.      عمل الخنادق العرضية أو الخطية ، وهي عبارة عن خنادق تحفرها بالأرض وتعبئ بالحصى أو الصخور أو أي مادة لها نفاذية عالية شريطة أن نعترض سير المياه .
4.      عمل الجدران الاستنادية ، ويجب أن تكون هذه الجدران ذات نفاذية عالية وتبنى في قاعدة المنحدر ويجب شفط المياه المتجمعة خلف الجدار .
5.      الأجسام الثقيلة وهي صخور ثقيلة نضعها مكان المواد الأرضية القابلة للانزلاق عن طريق حفارة وبذلك تزيد من القوة المقاومة للانزلاق .

المناطق المعرضة لحدوث إنزلاقات أرضية في الأردن :
1.      المرتفعات الشمالية في اربد ، جرش ، عجلون .
2.      مرتفعات الوسط في عمان ، السلط ، البلقاء .

هذه المناطق معرضة لحدوث الإنزلاقات الأرضية لعدة أسباب :
1.      التراكيب الجيولوجية ( الصدوع ، الفواصل ، الشقوق ) .
تأثير الصخور النارية والمتحولة والرسوبية بالعديد من الصدوع والشقوق والفواصل عند تكونها بالإضافة إلى الحركات التكتونية القديمة والمصاحبة لانفتاح البحر الأحمر أدت إلى رفع وخفض بعض القطاعات الجيولوجية في تلك المناطق حيث أن بعض الصدوع والشقوق والفواصل العديدة تأخذ اتجاهات مختلفة مما جعلها غير مستقرة جيولوجياً وجعلها شديدة الانحدار مما سهل عملية التعرية الطبيعية التي تساعد على حدوث الانهيار وتساقط الكتل الصخرية .

2.      الميل والانحدار :
إن المناطق التي تتعرض للانهيارات الأرضية في المملكة تمتاز بانحدارات شديدة تؤدي إلى عدم استقرار الكتل الصخرية والتربة الواقعة عليه وكلما زاد الميل اختل الثبات والاستقرار وبدأ الانهيار بالحركة نحو الأسفل أو يبقى في وضع غير مستقر .

3.      تأثير الجاذبية الأرضية :
إن الجاذبية الأرضية تلعب دوراً كبيراً في عملية الانهيارات والانزلاقات الصخرية وزحف التربة المفككة والركام الصخري على المنحدرات وقوة الجاذبية الأرضية تزداد بزيادة مقداري الكتلة ودرجة الميل .

4.      تأثير مياه الأمطار :
تعتبر الأمطار أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الانهيارات والانزلاقات الأرضية في الأردن نتيجة لتأثير الصخور بالعديد من الشقوق والفواصل فعندما تشبع هذه الصخور بمياه الأمطار أو الضباب الكثيف المشبع ببخار الماء ، يؤدي إلى تقليل وإضعاف قوى التماسك  والاحتكاك بين أسطح التلامس للكتل الصخرية وتعمل أيضاً على غسل وإذابة المواد اللاحمة في الصخور وتكوين مادة غروية تسهل عملية انزلاق الصخور أو التربة ، كما أن وجود بعض الطبقات الطينية التي تتوضع عليها الكتل الصخرية المعرضة للسقوط تساعد على حدوث الانهيارات .

5.      تأثير درجة الحرارة :
تعد الحرارة من أهم عناصر المناخ لما لها من تأثير مباشر على عناصر المناخ الأخرى وهذه المناطق تتميز بدرجات حرارة مرتفعة صيفاً ومنخفضة شتاءاً وتنخفض درجة الحرارة بفعل عامل الارتفاع ونتيجة لاختلاف درجات الحرارة أثناء الليل والنهار تؤدي إلى تمدد الصخور وانكماشها وهذا يؤدي بدوره إلى خلخلة أجزائها وتفتتها .

6.      الأعمال الإنسانية :
إن العوامل البشرية أو الصناعية لها تأثير كبير كونها تعتبر عوامل محفزة لحدوث الكوارث مثل امتداد التوسع والنشاط العمراني وشق الطرق وبناء المساكين على المنحدرات وعلى مجاري السيول مما يؤدي الى حدوث الانهيارات و الإنزلاقات الأرضية .

حالة دراسية :
الانهيارات والانزلاقات الصخرية في اليمن :
أدى انهيار صخري مدمر في اليمن إلى مقتل 56 شخصاً على الأقل ، فقد دمرت الصخور المتساقطة حوالي ثلاثين منزلاً قرية الطفير التي تبعد نحو 70 كم غربي العاصمة صنعاء ، ولم ترد أي علامة على حدوث زلزال أو أحوال جوية سيئة وأن الانهيارات الأرضية غير مألوفة في اليمن لكن ما هي أسباب هذا الانهيار المدمر ؟ .
1.          الأشجار والحشائش :
إن وجود بعض الأشجار والحشائش ذات الجذور الكبيرة الموجودة في مناطق الانزلاق الأرضي تلعب دوراً كبيراً في عملية الانزلاق حيث تنمو جذورها داخل شقوق وفجوات الصخور الموجودة فيها وهذا يؤدي إلى توسعها كما أنها تساعد على غور وترسب المياه مما يؤدي إلى تفتت الصخور وتحولها إلى حطام مع الزمن .

2.          الأعمال الإنسانية :
إن قلة رقعة الأرض المنبسطة دفع الناس إلى البناء على المنحدرات وعلى مجاري السيول والوديان وإزالة الغطاء النباتي بالإضافة إلى شق الطرق التي تصل إلى مواقع تلك المنشآت بشكل عشوائي كما أن عمليات الحفر والتحجير من أجل استخراج الصخور والتربة لأغراض البناء ورصف الطرق تؤدي إلى عدم استقرار تلك المنطقة مما يؤدي إلى خلخلة قوى الترابط بين الطبقات الصخرية وسقوطها .

3.          تأثير الجاذبية الأرضية :
قوة الجاذبية الأرضية تتناسب تناسب طردياً مع مقدار الكتلة درجة الميل وتزداد عندما تمتلئ مسامات الصخور بالماء أثناء تساقط الأمطار وأن مناطق الانهيارات الصخرية تتميز بانحدارات شديدة تصل في بعض الأماكن إلى أكثر من (85) ْ درجة ويوجد بها كتل صخرية معلقة ومتشققة على ارتفاعات مختلفة مما يجعلها تكون قوى ضغط رأسي ومائل إلى الأسفل تحت تأثير وزنها فتعمل الجاذبية الأرضية على شد تلك المواد إلى أسفل وانهيارها .



4.          الميل والانحدار :
تتغير منطقة الانهيار الصخري باليمن بأنها شديدة الانحدارات تؤدي إلى عدم استقرار الكتل الصخرية والتربة الواقعة عليه حيث زاوية الميل قد تصل في بعض المناطق أكثر من     (85) ْ درجة وكلما زاد الميل اختل الثبات والاستقرار وبدأ الانهيار بالحركة نحو الأسفل وحدوث الانهيارات الصخرية .

5.          التراكيب الجيولوجية ( الصدوع والفواصل والشقوق ) :
إن وجود الصدوع والشقوق والفواصل جعل هذه المنطقة غير مستقرة جيولوجياً كما أن عوامل التعرية القديمة والحديثة في تلك المناطق أدت إلى تهشم وتحلل بعض أجزاء الصخور إلى أطين وأن هذه الصخور الطينية تلعب دوراً مهماً في حدوث الانهيار الصخرية كونها قابلة للانتفاخ ومن ثم حدوث الإسالة مما يؤدي إلى انهيار الصخور التي تحتوي على الشقوق والصدوع .

حالة دراسية :
الانهيارات الطينية في الفلبين – عام 2006م :
أدى تواصل سقوط الأمطار لمدة أسبوعين في الفلبين إلى حدوث انهيار طيني مما أدى إلى دفن مئات المنازل في إحدى القرى تحت الطمي ومقتل قرابة 300 شخص ، فيما اعتبر نحو 1500 شخص في عداد المفقودين .

وأدى استمرار تساقط الأمطار إلى انهيار أجزاء من الجبل المجاور للقرية المنكوبة في منطقة بالقرب من مدينة ( سان برنارد ) بجنوب جزيرة لايتاي الفلبينية . وبلغ معدل تساقط الأمطار خلال هذا الشهر على المنطقة حوالي 500 سم .

تعتبر الأمطار أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث الانهيارات والانزلاقات الأرضية في الفلبين ، حيث أدت إلى تقليل وإضعاف قوى التماسك والشد والاحتكاك بين أسطح التلامس للكتل الصخرية وتعمل أيضاً على غسيل وإذابة المواد اللاحمة في الصخور وتكون مادة غروية أو صابونية تسهل عملية انزلاق الصخور والتربة ، كما أن من أهم خصائص التربة في الفلبين أنها خفيفة إلى متوسطة القوام وذات مسامية جيدة إلى متوسطة ، وتسمح هذه التربة بتغلغل جيد لمياه الأمطار ومياه الري وبالتالي حدث التدفق الطيني الذي انتقل من انهيار للكتل الصخرية إلى تدفق طيني، ويعتبر هذا الانهيار من الانهيارات المعقدة ( أنظر إلى الشكل ) ، وأيضاً من أسباب هذا الانهيار الميل والانحدار والجاذبية الأرضية .

دور المديرية العامة للدفاع المدني في مواجهة الإنزلاقات الأرضية :
إن دور المديرية العامة للدفاع المدني في مواجهة كارثة الإنزلاقات الأرضية ينبثق من خلال الخطة الوطنية الشاملة لمواجهة الحالات الطارئة والكوارث 2004م ويتلخص ذلك فيما يلي :
1.          التنبؤ والتحذير من الإنزلاقات الأرضية .
2.          تقديم خدمة الإسعاف والإنقاذ  للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات .
3.          وضع الخطط المناسبة لمكافحة هذه الكارثة في حال حدوثها والاستجابة السريعة لأي حادث يتم الإبلاغ عنه .
4.          حث المهندسين على تأمين مقطع جيولوجي للطبقات الأرضية قبل شق الطرق وبناء المنشآت والمساكن .
5.          تقليل الخسائر وحماية الممتلكات إن أمكن .
6.          توعية المواطنين بعدم السكن ضمن منطقة الإنزلاقات الأرضية كالمنحدرات والوديان .
7.          التوعية والتثقيف للمواطنين من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة عن مخاطر الإنزلاقات الأرضية .

الاقتراحات والتوصيات :
1.     نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع من خلال وسائل الإعلام من أجل توعية الناس بمخاطر الانهيارات الأرضية والبناء العشوائي لتفادي أضرار وخسائر مادية وبشرية مما يؤدي إلى صعوبة مواجهة الدولة لمثل هذه الكوارث لعدم توفر الإمكانيات المناسبة لذلك .
2.     عند تنفيذ أي مشاريع إنشائية يجب الرجوع إلى جهة الاختصاص من أجل عمل دراسات جيولوجية تكتونية وزلزالية بالإضافة إلى دراسة ميكانيكية التربة والصخور للمواقع المراد استخدامها .
3.          تصميم وتنفيذ قنوات تصريف لمياه الأمطار لمنعها من التغلغل ووصولها إلى الكتل الصخرية الآيلة للسقوط .
4.          عمل جدران وحواجز إسمنتية تمنع من تساقط الكتل الصخرية وتعبئة الفواصل والشقوق بالمواد الإسمنتية وذلك لمنع وصول مياه الأمطار وتخللها فيها .
5.          عدم بناء المساكن أو استحداث أي مباني أو أدوار إضافية على المنحدرات كونها تشكل حمل إضافي على المنحدر .
6.          يجب إخلاء المنازل التي تعرضت للشقوق تحسباً لسقوط مفاجئ للكتل الصخرية .
7.     خلال سقوط الأمطار يجب عدم الاقتراب من أماكن تساقط الكتل الصخرية لأن مياه الأمطار الآتية من قبل الجبال تمر عبر مناطق الانهيار حيث تعمل المياه على تعرية وإذابة وجرف المواد المساندة لهذه الصخور .
8.          خلال موسم سقوط الأمطار يجب مراقبة الشقوق والفواصل الموجودة ومعرفة مدى اتساعها.
9.          إعداد خرائط جيوبيئية ويحدد عليها مواقع الانهيارات الأرضية ومدى درجة خطورتها .