يعتبر موضوع توزيع السكان عبر المجال الجغرافي سواء حسب القارات أو الأقاليم أوالدول أو حسب الوحدات الإدارية (ولايات , دوائر, بلديات ) على درجة كبيرة من الأهمية للوقوف على معالم الإنتشار السكاني ومدى التجانس والتباين في توزيع السكان , هذا من جهة ومن جهة أخرى ضرورة معرفة الطاقة البشرية للدولة حسب الوحدات المذكورة لتوطين مختلف المشاريع الإنمائية والخدماتية واستصلاح المجال الذي يعتبر الإنسان أحد عناصره الأساسية
وإذا كان تحليل
بيانات توزيع السكان على درجة كبيرة من الأهمية فهو على درجة كبيرة من الصعوبة
والتعقيد سواء في الحصول على البيانات ونوعيتهاأو طرق تمثيلها كارتوغرافيا أو
أسلوب القياس عل الرغم من تعدد أساليب التحليل والتمثيل.
الكارتوغرافي إن صعوبة تحليل
ومتابعة توزيع السكان يعود إلى أن ظاهرة الانتشار والتركز البشري من أكثر الظواهر
البشرية حركية , فوجود الإنسان وتكاثره في مكان ما بكثافة وفي مكان آخر بقلة وندرته في
أماكن أخرى أو عدم وجوده ليس صدفة.كما أن التركز
والتشتت السكاني عرضة للتغير باستمرار سواء بالزيادة أو النقصان نتيجة المتغيرات
الديموغرافية الناجمة عن تغير وتباين العوامل الإفقتصادية والإجتماعية والبشرية
والإدارية والديموغرافية نفسها ومدى ملائمة البيئة الطبيعية لتواجد الإنسان واستقراره
ونموه , كل هذه العوامل وغيرها تتفاعل مع يع بعضهابدرجات متفاوتة بحيث من الصعوبة
تحديد درجة مساهمة كل عامل من العوامل السابقة الذكر في خلق النسيج الجغرافي
للسكاني ومدى سمك الغطاء البشريحسب الأمكنة وتفيد الخريطة
السكانية في معرفة وجرد الإمكانيات المتاحة وتنظيمها ثم معرفة العوامل المتداخلة في
خلق نسيج معين من التوزع المجالي لخلق التوازن والتجانس في توزيع السكان حسب
قدرات وإمكانيات وحدات المجال .وإذا كانت
خريطتا السطح والمناخ من أهم الخرائط فإن خريطة توزيع السكان تأتي بعدهما من حيث الأهمية ,
فالمكان والإنسان ونشاطه دعامة للتخطيط واستصلاح المجال دوال توزيع
السكان قلنا بأن توزع السكان على سطح الأرض ليس صدفة فهو دالة لعدة
عوامل ومتغيرات
منها :
دالة للعوامل
الطبيعية كأشكال السطح ونوع التربة والمناخ بعناصره من حرارة ومطر أي مدى صلاحيتها
المجال لاستقرار الإنسان وقدرته على العطاء لتلبية احتياجات السكان ولون أن هذا
يتوقف على مدى تقدم وتخلف الإنسان دالة لدرجة التباين والتفاوت في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية .
دالة لدرجة
التحضر ومستوى التركيب الإداري .
دالة للعوامل
التاريخية .
دالة لعوامل
الطرد والجذب السكاني .
دالة في نفس
الوقت لتباين واختلاف النمو السكاني الناجم عن حركة السكان على اعتبار
أن المساحة
ثابتة ولو أن هذه النقطة تغير
الحدود
الإداريةباستمرار
في الدول
النامية
تزيد من صعوبة
المقارنة بين الظواهر السكانية حسب نفس الحدود عبر سلسلة زمنية
طويلة لتحديد
الإتجاه وتوقع المستقبل .
لقد أشرنا
باختصار إلى عوامل ومحددات توزيع السكان على اعتبار نظرية
هذه العناصر
وقدرة القارئ على إيجادها في جميع الكتب خاصة العربية والفرنسية التي
ركزتا على
الجوانب النظرية في جغرافية السكان وبصفة خاصة والعوامل المؤثرة في
التوزيع
الجغرافي للسكان .
وسنركز على بعض
أساليب وطرق قياس توزيع السكان والتقليل من أسلوب الوصف ,
فالإقتصار على
الوصف للظواهر السكانية غير مفيد , فالتغيرات والمتغيرات السكانية دائما
في حالة حركة
ومن ثم في تغير مستمر لهذا من المفيد التركيز على الطرق والأساليب
المستخدة في
قياس وتحليل الظواهر الديموجغرافية
حتى يتمكن
المعني القيام بعمله .
طرق قياس توزيع
السكان
توجد أساليب
عديدة لقياس التركز والتشتت ( 25 ) منها التوزيع المطلق والتوزيع النسبي
للسكان , كثافة
السكان العامة , الكثافة الفزيولوجية , الكثافة الزراعيةالكثافة المقارنة ,
الكثافة الحرجة
الكثافة الإقتصادية , النقطة المركزية , الإشعاع الديناميكي , دليل التركز ,
Lorenz curve and gini
concentration منحنى لورنز ونسبة تركز
جيني
وسنقتصر على الشائعة الإستخدام والتي تتوفر بيانات عنها . ratio
1التوزيع
العددي المطلق والنسبي للسكان :
إن من أبسط الطرق لقياس توزيع السكان الانطلاق بمقارنة توزيع العدد المطلق
للسكان
حسب الأمكنة ثم التوزيع النسبي للسكان ويقاس كالتالي :
100 /مج عدد سكان الوحدات الإدارية المكونة لمنطقة × ( عدد
سكان الوحدة الإدارية (و
الدراسة.
ويعبر هذا المقياس عن الأهمية النسبية أو الثقل النسبي للسكان ومدى مساهمة
كل وحدة
إدارية في المجموع الكلي للسكان .
ويمتاز هذا المؤشر بعدة مزايا منها توفر البيانات عنه وسهولة حسابه وفهمه
وإيصاله
لدى الخاص والعام على حد سواء , ونظرا لهذه المحاسن يستخدم بكثرة للتعبير
عن الكثرة
والندرة السكانية ومن هنا فهو مفيد نوعا ما لاستخدامه كمعيار أولي لتحديد
درجة الثقل
السكاني حسب الأمكنة لتوطين الأنشطة الاقتصادية والخدماتية ومعيار لتوزيع
القوة
( الإنتاجية والاستهلاكية والجدول (
1
يوضح كيفية حساب التوزيع النسبي للسكان بإقليم دول شمال إفريقيا عام 2000
مج س.شمال افريقيا100 /* ع.سكان الجزائر= نسبة سكان الجزائر
178897000/ 100×
32693000 =
% 18.27 =
%
36.23 = 178897 / 100 × ونسبة
سكان مصر = 64810000
وبنفس الطريقة نحسب نسبة سكان بقية دول إقليم شمال
إفريقيا , ويتضح من الجدول أن
هناك تباين كبير في الثقل السكاني بدول شمال إفريقيا
, فدولة مثل مصر تحتوي على أكثر
من ثلث سكان شمال إفريقيا ومن ثم فهي القوة
الديموغرافية الأولى في شمال إفريقيا
وتأتي بعدها كل من السودان والجزائر بنسبة 18.54 و
18.27 % على التوالي
وتنخفض نسب السكان في كل من الصحراء الغربية وليبيا
وتونس 0.19 و 3.75 و 4.91 % على التوالي, ومما سبق
يتضح التفاوت الكبير في
توزيع الثقل السكاني بدول شمال إفريقيا وأن هناك
مناطق تعاني من الإكتظاظ
وأخرى تعاني من الندرة السكانية وإذا كان لهذا (Over population) السكاني
مزايا عديدة فله أيضا نقائص وعيوب فهو لا يقيس
العلاقة بين ( Indice) المؤشر
السكان والأرض , بمعنى لا يضع في اعتباره الحيز الذي
يشغله السكان ومن هنا فهو لا
يعبر عن مدى التناسب بين حجم السكان ومساحة المكان أي
الإكتظاظ
وهذه الخاصية من أكبر العيوب ,(Crawded and dispersion) والتشتت
والانتقادات التي توجه لهذا المؤشر أو الأسلوب من
أساليب دراسة توزيع السكان.
الكثافة العامة
نظرا للعيوب والنقائص السابقة الذكر تم تهذيب المؤشر
السابق بتغيير المقام وتعويضه
بحجم المساحة في الكم 2 وهو ما يعرف بالكثافة العامة
أو الكثافة الحسابية ويقاس
كالتالي : عدد السكان الدولة/مساحة الدولة
Henry وقد استخدم الكثافة العامة لأول مرة عام 1837 هنري هارنس
في سلسلة من الخرائط للجنة التخطيط للخطوط الحديدية
بإيرلندا ومن ثم Harness
أو (Over
population ) اصبح
هذا المؤشر يستخدم كمؤشر لتقييم الإكتظاظ السكاني
ومن هنا اعتبر وسيلة لوصف ومقارنة (Under population) النقص السكاني
الإختلافات ودليل للطاقة السكانية للأمكانة ومن ثم
مؤشرا لتوطين الخدمات
المختلفة والجدول التالي يوضح كيفية حساب الكثافة
العامة في إقليم شمال
إفريقياعام 2000 وتمتاز كثافة السكان العامة التي
تعبر عن عدد الأشخاص في الكيلومتر
المربع أو الميل المربع أو الهكتار بنفس مزايا المؤشر
السابق باستثناء سهولة فهمها
وإيصالها لدى العوام .
ويؤخذ على كثافة السكان العامة عدة مآخذ كاعتبارها
تساوي توزيع السكان على المجال
وكأن المجال عبارة عن مسطح متساوي القيمة , بينما
الحقيقة غير ذلك فهناك مساحات
غير مأهولة كالجبال والأنهار والأحراش والغابات
والصحاري والمناطق الشديدة البرودة
ونتيجة اختلاف العوامل الطبيعية يصعب استخدامها
للمقارنة .
كما أنها تتأثر بحجم السكان والمساحة ولا تعبر عن
العلاقات الوظيفية كاستخدام الأرض في
الزراعة والصناعة والخدمات وعموما فإنه مهما كانت
نقائصها فإنها لا تلغي أهميتها
وصلاحيتها لتوضيح القدرة الإستيعابية للأمكنة ولتوضيح
وتجسيد ما ذكر نورد
الجدول ( 2) الذي سجلت به عدد السكان والمساحة
والكثافة العامة لإقليم شمال
إفريقيا عام 2000
ب) موسوعة العالم ط.ع ماكدونالد الشرق الأوسط ,مؤسسة
نوفل ) A ( أ) المصدر السابق ص. 153 ج 2
بيروت 1981 (* ) تقرير عن التنمية البشرية (م.أ.م) 1993
ج. 24
كثافة السكان في الجزائر = عدد السكان
/المساحة = 2381741/ 32693000=
13.37 ن/ك 2
وبنفس الطريقة نحسب الكثافة السكانية لبقية بلدان إقليم
شمال إفريقيا .
إن ما لوحظ على
توزيع الأهمية النسبية أو توزيع الثقل النسبي للسكان يلاحظ عل توزيع
الكثافة العامة
وأعلى كثافة توجد بالمغرب حيث
بلغت 71.12
نسمةفي الكم 2 وتليها مصر 65 نسمة في الكلم 2 وتونس
60 نسمة /ك 2 و
15 نسمة /ك 2 كل من الجزائر والسودان وتنخفض في ليبيا
. إلى 0.27
نسمة/ك 2
Physiological densith الكثافة الفزيولوجية
نظرا للعيوب والنقائص التي لوحظت على الكثافة العامة (الحسابية) استبدلت
بالكثافة
التي يقتصر مقامها على الأرض الصالحة للزراعة
(Agricultral density) الزراعية
فقط والبسط يحتوي إما على عدد السكان ككل أو عدد سكان الريف وتحسب كالتالي
:
مج عدد السكان / الأرض الزراعية أو سكان الريف / الأرض الزراعية
ونفضل أن يتضمن البسط جميع السكان لأن الأرض تعيل جميع الناس ولا تقتصر على
إعالة سكان الريف . وتتأثر الكثافة الزراعية بعاملين أساسيين كاستصلاح
الأراضي واستهلاك الأراضي لمختلف الأغراض خاصة الأغراض السكنية .
والكثافة الزراعية تعبر عن مدى التفاعل بين السكان والمجال كما أنها دالة
لنوع
المكان وتوضح مدى الوفرة والندرة في الأراضي الزراعية ويعاب عليها عدم توفر
الإحصائيات وصعوبة التمييز بين الأرض الزراعية والمزروعة وتباين نمط النشاط
الاقتصادي ودرجة التحضر لهذا يفضل استخدام مجموع عدد السكان في البسط
للقضاء
على التباين الحضري حسب المناطق وحسب الدول , علاوة على ما سبق توجد
بعض الدول لم تقم بمسح وجرد شامل لأراضيها ومدى صلاحيتها للزراعة لأن هذه
الأخيرة مرتبطة بالتقدم العلمي والتكنولوجي .
والجدول ( 3) سجلت به الكثافة الزراعية في إقليم شمال إفريقيا عام 2000
تظهر الكثافة الفسيولوجية عكس الكثافة العامة , فالدول التي كانت ترتفع بها
الكثافة
العامة تنخفض بها الكثافة الزراعية والعكس بالعكس , وعند استخدام الأراضي
الزراعية
نجد أن الضغط السكاني مرتفع في الجزائر 4445 نسمة في الكيلومتر المربع
وتأتي مصر
في الدرجة الثانية ب 2817 نسمة في الكم 2 وتنخفض في السودان وليبيا والمغرب
فقد
بلغت بهم 255 و 363 و 366 على التوالي , وهذا يوضح ارتفاع الضغط السكاني
في الجزائر ومصر وتليهما تونس والمغرب ولكنهما أقل معاناة من الجزائر ومصر
ولكي تكبح هذه الدول ارتفاع الضغط السكاني عليهما بالتحكم في النمو
الديموغرافي
واستصلاح الأراضي .