الأحد، 18 يناير 2015

دراسة للمنطقة دار بلعامري بالمغرب : المعطيات البشرية والانشطة الاقتصادية




دراسة للمنطقة دار بلعامري بالمغرب : المعطيات البشرية والانشطة الاقتصادية
مقدمة : 
 حينما نتحدث عن برامج التهيئة، لا بد من دارسة الجانب البشري باعتباره فاعلا من جهة وهدفا رئيسيا لكل عمليات التنمية والإعداد من جهة أخرى ولهذا الغرض يصبح لزاما التطرق لمختلف المعطيات البشرية الطبيعية والاقتصادية لجماعة (دار بلعامري)كنموذج، وهي منطقة تنتمي لدائرة سيدي سليمان، بحيث تبلغ مساحتها 30500 هكتار، وهي موزعة ما بين أراضي صالحة للزراعة. تقدر بـ: 6800 هـ منها 4900 أراضي بورية و 1900 أراضي مسقية.


وقد حضيت المنطقة بقطاع للسقي القطاع الأول لبهت حيث تبلغ المساحة المسقية ما بين 1365 و 1665 هـ. وقطاع ثاني خاص وتبلغ مساحته 535هـ. أما المساحة غير صالحة للزراعة فتقدر بحوالي 23700هـ منها 20000 هـ من الغابات وحوالي 400 هكتار من المراعي و 3300 مخصصة للبنية التحتية.
هذا مقارنة مع عدد الساكنة بالمنطقة التي يبلغ عددها حوالي 32350 نسمة، موزعة بحوالي 4130 أسرة و 34 دوار في حين يبلغ عدد الفلاحين بها 1254 فلاح.

I-المعطيات البشرية:
1-التركيب العمري والجنسي للسكان بجماعة دار بلعامري.
يتميز التركيب العمري والجنسي للسكان بجماعة دار بلعامري، باتساع قاعدة الهرم، أي الفئة العمرية الشابة الأقل من 15 سنة، التي تقدر نسبتها بـ: 35.2% من مجموع ساكنة دار بلعامري، حيث بلغ معدل الذكور 35.9 و  34.5 بالنسبة للإناث، وهذا المعدل راجع لارتفاع نسبة الخصوبة، وانخفاض معدل الوفيات، وارتفاع الولادات، كما تعرف هذه الفئة العمرية ارتفاع نسبي في صفوف الذكور بنسبة 1.4% .
أما بالنسبة لفئة الكهول المحصورة ما بين 15 ـ 59 نسمة وهي الفئة النشيطة القادرة على العمل إذ تشكل هذه الأخيرة نسبة تقدر بـ: 58.2% مما يوضح مدى فتوى ساكنة هذه الجماعة، بحيث تتميز هذه الفئة العمرية بارتفاع طفيف لفئة الإناث بنسبة 58.4 مقارنة مع نسبة الذكور التي سجلت 58.1 أي  بفارق يقدر بـ: 0.3% .
وفي الأخير لدينا الفئة العمرية المسنة أي الأكثر من 60 سنة، وهي الفئة غير النشيطة، إذ تمثل 6.6% من مجموع الساكنة، مع ارتفاع نسبي لفئة الإناث 7.1% مقابل 6% لفئة الذكور أي بفارق 1.1%.
وهذا ما بين ارتفاع معدل أمد الحياة بجماعة دار بلعامري الذي يفسر بـ:تحسن الوضعية الصحية بالجماعة.
-من خلال المقارنة بين إحصائي 94 ـ 04 يتضح الفرق بزيادة في نسبة الفئة العمرية الشابة الأقل من 15 سنة. ففي صفوف الذكور بلغت هذه الزيادة بـ: .57%0. وفي صفوف الإناث 0.53% سنويا، كما نلاحظ أيضا أن هناك ارتفاع ملحوض في الفئة القادرة على العمل ( الكهول) حيث ارتفعت نسبة هذه الأخيرة بزيادة الذكور بـ: 0.79% والإناث بـ: 0.86% سنويا.
بالإضافة كذلك إلى الارتفاع النسبي في الفئة المسنة ( الشيوخ) حيث بلغت زيادة الذكور بـ: 0.56% والإناث بـ: 0.77% سنويا.
-وهكذا نخلص من خلال المقارنة بين احصائي 94 ـ 04 أن هناك ارتفاع في جميع الفئات العمرية وخاصة فئة الكهول التي ازدادت بنسبة مهمة. وهذا مرده إلى ارتفاع معدل الولادات وانخفاض معدل الوفيات بسبب تحسن المستوى المعيشي لسكان الجماعة
-نسبة انخراط السكان في الحياة الاقتصادية:
تتميز جماعة دار بلعامري ـ بهيمنة القطاع الفلاحي على مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى، كما تشكل الفلاحة المصدر الرئيسي للدخل الأسري، نظرا لغياب الوحدات الصناعية بالجماعة.
           جدول 6: معدل النشاط بجماعة دار بلعامري.
      نسبة معدل النشاط
السنوات
34.35
29.81
2004
1994
                                 المصدر: الإحصاء العام للسكان والسكنى.

سجلت نسبة النشاط بجماعة دار بلعامري ارتفاعا طفيفا يقدر بـ: 4.39% ما بين احصائي 94-04وهذا راجع  الى ظهورانشطة غيرالفلاحية  وتطور القطاع الفلاحي من مزروعات معاشية إلى مزروعات تسويقية.
2-نسبة السكان النشيطين وغير النشيطين. 
لم يكتسي مشكل الشغل الأهمية التي يحضى بها في الوقت الراهن سواء من طرف السلطات العمومية أو المجتمع أو المواطنين كاسر أو أفراد. بحيث بلغ معدل النشاط بجماعة دار بلعامري حسب إحصاء 2004 إلى 32.87% مقارنة مع الجهة بالوسط القروي، فقد بلغ معدل النشاط  30.7%  أما نسبة السكان النشيطين فقد بلغت نسبتهم63.19% من مجموع السكان حسب إحصاء 2004 كذلك
II-الأنشطة الاقتصادية:
 -1الإنتاج النباتي:
تعد  منطقة الغرب من أكبر واهم المناطق الفلاحية بالمغرب، وتعتبر سافلة حوض بهت اهم جزء للإنتاج الزراعي في منطقة الغرب، وذلك لما تتوفر عليه من مؤهلات وخصائص طبيعية، كوفرة المياه ومناخها المتوسطي، وطابع الانبساط الذي يغلب على جل مساحتها، إلى جانب تنوع الأتربةـ بالإضافة إلى وجود مجهودات الدولة لتطوير الإنتاج الزراعي، والمتمثلة في تهيئ المنطقة بمنشآت هيدروفلاحية حديثة، ويتم سقيها انطلاقا من سد القنصرة الذي أنشأ سنة 1935 على واد بهت والجدول التالي يبين تنوع المزروعات المسقية لسافلة بهت:
جدول 7: المنتوجات الزراعات المسقية ( باطن) بسافلة بهت
( 1996-2005.)

دراسة للمنطقة دار بلعامري بالمغرب : المعطيات البشرية والانشطة الاقتصادية
                              المصدر: المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي
2-الإنتاج الحيواني:
يتميز الإنتاج الفلاحي بجماعة دار بلعامري بالتنوع الكبير، وتتوزع ما بين أبقار، أغنام، نحل، تربية الدواجن. والجدول التالي يوضح ذلك.

جدول 8: الإنتاج الحيواني ( عدد الرؤوس) بسافلة بهت.
نوع القطيع
عدد الرؤوس
-الأبقار
-الأغنام
-النحل
-الخيول
-الدواجن
4000
29000
5800
2200
15000

                                المصدر: مونوغرافية منطقة دار بلعامري.
ما يمكن ملاحظته من خلال الجدول أن المنطقة تعرف غنى من حيث الإنتاج الحيواني خصوصا تربية القطيع الذي يحضى بأهمية خاصة، أما الأنشطة الأخرى فتبقى ثانوية حيث لا يتجاوز عدد ممارسي هذا النشاط 64 مشغل.
3-البنيات التحتية للمنطقة:
إن الفلاحة بالجماعة هي متطورة إذ تتميز باستعمال مكثف التقنية وذلك ما يمكن استخلاصه من خلال المقارنة ما بين المساحة الإجمالية الصالحة للزراعة والتي تقدر بـ: 6800 هكتار، بعدد الآليات التي توجد بالمنطقة، بحيث تشتمل المنطقة على حوالي 57 جرار ، 4 آلات حصاد ، 42 عربة لنقل المنتوجات ، 52 آلة لزراعة الحبوب، وحوالي 4 آلات لرمي الأسمدة و 800 آلة لرش المبيدات، ويمثل الجدول التالي ذلك:
دراسة للمنطقة دار بلعامري بالمغرب : المعطيات البشرية والانشطة الاقتصادية

4-التجهيزات العمومية للمنطقة:
في ما يخص التجهيزات العمومية فإن هذه الجماعة تعاني من ضعف كبير في هذه التجهيزات حيث نجد أنها لا تتوفر إلا على 6 مدارس ابتدائية وثانويين، أما في مجال الصحة فإنها تعرف عجزا كبيرا على مستوى التجهيزات الصحية.
 إذ تتوفر على مستوصفين وعلى ثلاث صيدليات ومركز صحي واحد. أما على مستوى التزويد بالماء الصالح للشرب والكهرباء فإنها تعرف نقصا كبيرا  في هذا الجانب، حيث نجد 24 دوار من أصل 34، يتوفرون على الكهرباء وواحد مزود بالماء الصالح للشرب، كما تعرف الجماعة نقصا كبيرا على مستوى الربط بالشبكة الطرقية، التي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في فك العزلة عن المنطقة وتسهيل تسويق المنتوجات الفلاحية.
5-التجهيزات الفلاحية الصناعية:
تعاني منطقة دار بلعامري من نقص واضح إلى حد الانعدام من حيث التجهيزات الفلاحية، الصناعية بالمنطقة إذ بالرغم من الأهمية الفلاحية التي تحضى بها دار بلعامري من ملائمة الخصائص الطبيعية( وفرة المياه، السهل، تنوع الأتربة...)
واعتبار القطاع الفلاحي، القطاع الوحيد بالمنطقة، فإن دار بلعامري لا تحضى بمستوى التجهيزات الفلاحية الصناعية، كما هو مطلوب، إذ نجدها لا تتوفر إلا على وحدة يتيمة لتوضيب وتجفيف الخضر والفواكه، مع غياب لمعظم التجهيزات الفلاحية الصناعية اللازمة للرفع من مستوى الإنتاج الفلاحي باعتباره القطاع الوحيد القادر على الحد من مشاكل الفقر والبطالة التي تعاني منها المنطقة.
الوضع الذي يجعل ملائمة الظروف الطبيعية والفلاحية للمنطقة دون فائدة مما يستوجب التدخل السريع للسلطات المعنية، في إقامة وحدات فلاحية صناعية محلية.إلى جانب العمل على عصرنة القطاع الفلاحي وتنميته.